jendo
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


قسطل جندو
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» كيف تحفظ مقاظغ اليوتيوب على جهازك بالصيغ التي تريدها
دراسة في الإشكاليات حول شخصية عدي بن مسافر الهكاري  Icon_minitimeالخميس سبتمبر 12, 2013 8:20 am من طرف Admin

» الفوتوشوب اون لاين
دراسة في الإشكاليات حول شخصية عدي بن مسافر الهكاري  Icon_minitimeالخميس سبتمبر 12, 2013 8:00 am من طرف Admin

» اختبر نظرك
دراسة في الإشكاليات حول شخصية عدي بن مسافر الهكاري  Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 2:39 pm من طرف kastaly-KF-H

» اكبر عائله في العالم
دراسة في الإشكاليات حول شخصية عدي بن مسافر الهكاري  Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 2:26 pm من طرف kastaly-KF-H

» الصداع وكيفية التغلب عليه
دراسة في الإشكاليات حول شخصية عدي بن مسافر الهكاري  Icon_minitimeالسبت فبراير 25, 2012 2:12 pm من طرف kastaly-KF-H

» حملة صفي النيه
دراسة في الإشكاليات حول شخصية عدي بن مسافر الهكاري  Icon_minitimeالأربعاء يوليو 06, 2011 7:22 am من طرف Şivan

» أصل التسميات في منطقة جبل الكرد ومعانيها*
دراسة في الإشكاليات حول شخصية عدي بن مسافر الهكاري  Icon_minitimeالأربعاء أبريل 20, 2011 5:41 am من طرف Şivan

» الرسم بقصاصات من الورق الملون؟
دراسة في الإشكاليات حول شخصية عدي بن مسافر الهكاري  Icon_minitimeالإثنين مارس 21, 2011 9:35 am من طرف Şivan

» فن الرسم على الايدي
دراسة في الإشكاليات حول شخصية عدي بن مسافر الهكاري  Icon_minitimeالسبت مارس 19, 2011 3:19 pm من طرف Şivan

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
منتدى
التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني

 

 دراسة في الإشكاليات حول شخصية عدي بن مسافر الهكاري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Şivan

Şivan


عدد المساهمات : 116
تاريخ التسجيل : 22/08/2009
العمر : 44

دراسة في الإشكاليات حول شخصية عدي بن مسافر الهكاري  Empty
مُساهمةموضوع: دراسة في الإشكاليات حول شخصية عدي بن مسافر الهكاري    دراسة في الإشكاليات حول شخصية عدي بن مسافر الهكاري  Icon_minitimeالأحد فبراير 13, 2011 7:22 pm

دراسة في الإشكاليات حول شخصية عدي بن مسافر الهكاري


أثير جدل كبير، حول شخصية عدي بن مسافر، وحول نسبه الذي ينتهي عند بعض
المؤرخين والباحثين إلى مروان بن الحكم وبالتالي الإقرار بانتمائه إلى البيت الأموي
والذي يعني بالتالي أنه ذو نسب قرشي.
ولنبدأ أولا بالجدل المثار، حول نسب الشيخ عدي بن مسافر، وإشكالية انتسابه إلى
البيت الأموي، بالاستناد إلى المؤرخين المعاصرين له أو القريبين من فترته التاريخية
أو حتى المشاركين له في الوطن والرقعة الجغرافية ،كابن الأثير الذي حصر وفاة عدي بن مسافر في سنة 557هـ ذاكراً في السياق اسمه ونسبه بقوله (( وفيها // يقصد السنة المذكورة // وفي المحرم توفي الشيخ عدي بن مسافر ،الزاهد المقيم ببلد الهكارية من أعمال الموصل وهو من الشام من بلد بعلبك فانتقل إلى الموصل وتبعه أهل السواد والجبال بتلك النواحي وأطاعوه ،وحسنوا الظن فيه وهو مشهور جداً )) .
والملاحظ هنا أن ابن الأثير لا يشير لا من قريب ولامن بعيد إلى النسب الأموي ،عدا
إشارته إلى موطنه الأول بعلبك في الشام ،قبل انتقاله إلى الموصل .ويوافقه المؤرخ
ابن خلكان ولكن بتفصيل اكبر وأدق بقوله (( عدي بن مسافر بن إسماعيل بن موسى بن
مروان بن الحسن بن مروان ..كذا أملي نسبه بعض ذوي قرابته ،الهكاري مسكناً ..الذي
تنتسب إليه الطائفة العدوية ...تبعه خلق كثير وجاوز حسن اعتقادهم فيه الحد ،حتى جعلوه قبلتهم التي يصلون إليها وذخيرتهم في الآخرة يعولون عليها .....ثم انقطع إلى جبل الهكارية
من أعمال الموصل وبنى له هناك زاوية، ومال إليه أهل تلك النواحي كلها ميلا لم يسمع
لأرباب الزوايا قبله .وكان مولده في قرية يقال لها بيت فار من أعمال بعلبك، والبيت الذي ولد فيه يزار إلى الآن وتوفي سنة 555هـ في بلدة الهكارية ودفن بزاويته ......وحفدته إلى الآن بموضعه )) وعلى الرغم من تفصيل ابن خلكان في مسألة النسب إلا أنه لا توجد أية إشارة إلى النسب الأموي ، علما أنه ذكر مصادر معوماته من بعض المقربين نسباً من عدي بن مسافر .كما أورد الحموي المؤرخ والجغرافي نسب الشيخ عدي في معرض حديثه عن موضع لالش المقدس لدى الأيزيدية بقوله (( قرية في اللحف من أعمال شرقي الموصل فيها الشيخ عدي بن مسافر الشافعي شيخ الأكراد وإمامهم )) ومن خلال ما تقدم لا نجد لدى الحموي أية إشارة إلى النسب الأموي ولا حتى إلى موطنه الأول الشام بل أوضح حسب رأيه الهوية الدينية وربما القومية .
أما شمس الدين الذهبي فيذكر نسبه، في سياق صفاته وزهده الديني بقوله (( عدي الشيخ
الإمام الصالح القدوة زاهد وقته، أبو محمد عدي بن صخر الشامي وقيل عدي بن مسافر
وهذا أشهر، بن إسماعيل بن موسى الشامي ثم الهكاري مسكناً )) ويتضح أن الذهبي
بدوره وكسابقيه ليست لديه إشارات إلى النسب الأموي وإنما يتوافق مع ابن خلكان في
مسألة الموطن الأول بيت فار في بعلبك في الشام والموطن الأخيرفي الهكارية في نواحي الموصل


وحسب الباحث عبدا لرحمن مزوري ،أن ابن المستوفي الأربيلي أحد مؤرخي القرن الثاني عشر هو كابن الأثير يشارك عدي بن مسافر في الوطن والرقعة الجغرافية ،استقى معلوماته عن الشيخ عدي ونسبه من أحد أقارب هذا الأخير مباشرة من الحسن بن عدي (الثاني) بن أبي البركات صخربن مسافر قائلاً: إنه عدي بن مسافر بن إسماعيل بن مروان بن موسى بن مروان بن الحسن بن مروان ،دون أن يذكر شيئاً عن أمويته أو انتسابه إلى مروان بن الحكم ،وحسب الباحث المزوري ،إذ ليس من المعقول أبداً أن ينسى حسن وهو المشهور بالعلم والفضل والدهاء والأدب أمويته وجده الخليفة مروان بن الحكم !! لو كان لهذا النسب ذرة من الصواب
وفي السياق ذاته، وبخصوص أموية عدي بن مسافر يتفق ابن عماد الحنبلي مع سابقيه من المؤرخين ،بأنه لا ذكر لديه لذلك بقوله (( الشيخ عدي بن مسافر بن إسماعيل الشامي الهكاري الزاهد قطب المشايخ )) بل أكمل بقوله (( وأصله من قرية بشوف الأكراد تسمى بيت فار، ولد بها والبيت الذي ولد فيه يزار إلى اليوم ))
وحسب الباحث المزوري فإن أول من أضاف لقب ابن الحكم الأموي إلى نسب عدي هو
المؤرخ الشطنوفي بأن صار نسبه على النحو التالي .عدي بن مسافر بن إسماعيل بن موسى بن مروان بن الحكم الأموي .دون أن يذكر من أين استقى معلوماته ،كما فعل الأربيلي وابن
خلكان ،كما أضاف أن المقريزي اعتمد روايتين بخصوص نسب عدي .الأولى اعتماد
النسب الصحيح الهكاري والرواية الأخرى حسب زعمه بأن بعض الهكارية تزعم بأنهم
ولد عتبة بن أبي سفيان وبهذا أضاف في كتابه الآخر -الخطط المقريزيه - لقبين جديدين
هما القرشي والأموي والمؤرخين الذين أتوا من بعده نقلوا عنه كابن تغري بردي المتوفى
عام 874هـ / 1470م في النجوم الزاهرة إذ أضاف بعد مضي ثلاثة قرون على وفاة ابن
مسافر لقب الأموي عليه ، وفعل الأمر ذاته التادفي الحنبلي المتوفى عام 963هـ /1556م
في قلائد الجوهر بلقب الأموي ،ونعتقد مع الباحث المزوري أن روايات الذين ذكروا النسب
الأموي أو القرشي.هي ضعيفة كونهم متأخرين بقرون وبفترة زمنية طويلة عن فترة عدي
ابن مسافر،والأجدر والأقرب إلى الصواب والموضوعية ومنهجية البحث اعتماد النصوص
المعاصرة أو القريبة من عدي بن مسافر، والتي مر ذكرها بداية، ويضاف إلى هؤلاء ابن
تيمية الحراني الذي نفي النسب الأموي عن عدي بقوله //كذب قطعاً// كما أن المؤرخ ابن
حجر العسقلاني في كتابه الدرر الكامنة .شكك أو طعن في الكثير مما أورده الشطنوفي من
حكايات وأساطير بقوله (( بأنه أي الشطنوفي ذكر في بهجة الأسرار غرائب وعجا ئب بحيث
طعن الناس في الكثير من حكاياته وأسانيده التي أوردها ))

وبناء على النصوص المذكورة من ابن الأثير وابن خلكان وياقوت الحموي والأربيلي
والذهبي وابن عماد الحنبلي وغيرهم، نميل إلى الاعتقاد بدورنا بأن الشيخ عدي بن مسافر
أياً كانت تفاصيل اسمه لايمت بصلة لمروان بن الحكم والبيت الأموي ويوافقنا في هذا
الاتجاه كل من الباحثين العراقيين المعاصرين الذين قدموا دراسات ذات خصائص وسمات
علمية وموضوعية أمثال الباحث كاظم حبيب والباحث زهير كاظم عبود وآخرين كرد ،
أمثال الدكتور خليل جندي وخدر بير سليمان وعبد الرحمن المزوري وآخرين
وعلى ما يبدو أن مصادر البعض من الكتاب ،أمثال الدملوجي والديوه جي وعباس العزاوي
وأحمد تيمور باشا ،كانت متأخرة ،كالشطنوفي والمقريزي رغم معرفتهم بالمصادر القريبة
من فترة عدي بن مسافر، وربما انفرد عبد الرزاق الحسني من بينهم ،بأنه رغم عرضه
لجميع الروايات ظل مصراً على الصاق النسب الأموي به وفي أكثر من موضع ، ربما
كانت محاولة منه للتوفيق بين النسب الأموي ، ونسب الأيزيدية إلى يزيد بن معاوية .
وأياً كان الأمر ،فقد نفى الباحث كاظم حبيب النسب الأموي عن عدي بن مسافر لاعتباره
أن الأيزيدية لا تعرف الانتساب إليها من أقوام أو أديان أخرى ،فهي أي الايزيدية من
الديانات القائمة على نسب الدم من الأبوين فقط وهم في هذه القاعدة صارمون جداً

وإذا كان عدي بن مسافر ليس أمويا، وهو الغالب. ورجحان كونه كوردياً وارد خاصة وأن
بعض النصوص المذكورة وصفته بشيخ الأكرد أو كونه ولد في منطقة شوف الأكراد في
لبنان أوالشام وثم رحيله إلى الهكارية التي تقطن فيها القبائل الكردية الأيزيدية .
والمعروف أن الكرد الأيزيديين كانوا قاطنين في الشام في جهات حلب ولايزالون في مناطق
جبل كرداغ ونواحي كلس وعفرين وغيرها من المناطق ،خاصة في فترة مقارعة الصلبيين
ومنذ أيام الدولة الزنكية التي كان نفوذها يمتد من الموصل والجزيرة والشام أيام عماد
الدين الزنكي وولده نورالدين محمود والذي كان قوام قسم كبير من جيشهما من الكرد
وأشهرهم الأسرة الأيوبية وأبرز قادتها أسد الين شيركوه وأخوته وابن أخيه صلاح الدين
وحسب أحد الباحثين فإن عدد الكرد كان في ازدياد في الشام ومنطقة جبل لبنان ،وزاد
الاعتماد عليهم كمحاربين وجنود طيلة الفترات الزنكية والأيوبية والمملوكية وحتى
العثمانية الأمر الذي أدى إلى استقرارهم في المناطق المذكورة وليس أدل على ذلك
أكثر من القلاع والحصون التي لاتزال تنسب إليهم في كل حمص وبعلبك وفلسطين .
وإذا كانت الفترة الزنكية ومقارعة الصليبيين، هي المعاصرة أو القريبة من عدي بن مسافر
فلا نجد الأمر غريباًً من حيث كونه كردياً عاش في منطقة شوف الأكراد بلبنان ،وانتقل
إلى الهكارية في نواحي الموصل المنطقة المتوافقة مع ذاته أكثر من أي مكان آخر .

ورغم ترجيحنا من أنه كان كرديا، يبقى الأمر في حدود الاستنتاج، رغم تأكيدنا على
معرفته اللغة العربية، بل بلاغته القوية من خلال تعاليمه التي تركها في مؤلفات متناثرة
والجدير ذكره هنا توافقنا مع الأستاذ زهير كاظم عبود في استنتاجاته العلمية والمنطقية
بقوله (( بقي أن نتعرف على الاحتمال الأقرب إلى المنطق والواقع،وهو أن الشيخ الجليل
- يقصد عدي بن مسافر - كان كردياً من منطقة الشوف في لبنان ،وهي منطقة يسكنها
الأكراد ،ويجد الشيخ ضمن هذا الافتراض سهولة ويسراً في التفاهم والانسجام مع الكرد
في المنطقة، وإن كان هذا الأمر لا يلغي قدرة وسعة علم الشيخ في الفقه والأديان ))
ويضيف الأستاذ زهير كاظم عبود ،هل يعقل أن يكون الشيخ عربياً ومسلماً ومتصوفا
ومشهوراً بالشكل الذي صورته لنا كتب التاريخ وتكون كل ذريته وعائلته من الأكراد
والملتزمين بالديانة الأيزيدية ، لدرجة أن العديد منهم قدموا حياتهم ثمنا لتمسكهم والتزامهم
بهذا الدين !! أليس المنطق يقضي بأن الأحفاد على دين الأجداد ومن عشيرتهم
أما عن إشكالية تصوف الشيخ عدي وإسلامه، يثار تساؤل عن كيف استقام الأمر معه
ليصبح أحد أعمدة الدين الأيزيدي ،خاصة إذا سلمنا أنه قدم من منطقة شوف الأكراد بلبنان
إلى الهكارية ومعه العديد من أقاربه وبعض أتباعه ،إلا إذا كانوا من الكرد الأيزيديين ،
الذين سهلت لهم اللغة الكردية والدين الأيزيدي الدخول إلى المنطقة والاختلاط بسكانها

والانسجام مع ذلك المجتمع البدائي والتأثير فيه ، بمعنى أن الراجح أن عدي كان أيزيديا
وحافظ على بقاء قومه متمسكين بديانتهم كما أوجد مسالك وأفكاراً مكنتهم من أن ينقذوا
ما تعرض للفناء والخراب من تلك الديانة في ذلك الوقت، كما أعاد عدي لقومه ترتيبهم
الاجتماعي والديني ،وأوجد لهم تحالفات وطرقاً لمد الجسور مع بعض الشخصيات الفقهية
والمتصوفة الإسلامية التي كانت تقيم عنده . أمثال الشيخ عقيل المنبجي وحماد
الدباس والشيخ عبد القادر الجيلاني وآخرون . وبلغ الاعتقاد بإسلامه وصوفيته أن قالوا
عنه (( لو كانت النبوة تنال بالمجاهدة ،لنالها عدي بن مسافر )) .وحسب الباحث زهير كاظم عبود ،قام الشيخ عدي بن مسافر ،بتلقين أصحابه الأقوال الدينية والمواعظ كلها باللغة الكردية، وحتى الكتب الدينية التي كانت إحداها تنسب إليه، والتي وضعت أصلاً باللغة الكردية، والتي لم يكن القوم يعرفون غيرها، كما أنه أعتمد على فكرة مجادلة الأديان بصدد موجبات الديانة الأيزيدية ،معتمداً العقل والمنطق والحكمة في أساليبه وطرقه التي عرف بها .
ولعل من أكثر الإشكاليات حيرة للباحثين، مسألة إسلامية عدي بن مسافر وتصوفه وتبحره
في العلوم الإسلامية ورفقته لمتصوفين إسلاميين كبار ، وكونه ليس أيزيدياً فحسب بل أحد
أهم الشيوخ البارزين في الدين الأيزيدي ،بل وصل مرحلة ارتقى فيها على جميع شيوخ
الأيزيدية .
وسنحاول عرض بعض الجوانب التحليلية ، للوصول إلى الاستنتاج الذي يرجح أيزيدية
عدي بن مسافر، رغم قناعتنا أن ذلك لا يتعارض مع تبحره في العلوم الإسلامية، وصوفيته
وصحبته لإسلاميين متصوفين كبار مر ذكرهم . ومن ذلك كيف يستقيم الأمر مع عدي بن
مسافر عندما حل في الهكارية ومعبد لالش المقدس ، أنه لم يغير في نمط بناء المعبد ؟ إذا
صح الادعاء بأنه الصوفي المسلم، كأن يحدد فيها مكان وجهة القبلة باتجاه الكعبة للصلاة
مثلاً ؟ أو حتى القبور الموجودة في المعبد،موجودة بطريقة مخالفة ،للطريقة الإسلامية
ولا وجود لجهة القبلة في المعبد، وهذه الحقيقة لا تتفق مع ما تعارف عليه وحدده المسلمون
كما أن نمط بناء الغرف فوق الأضرحة قد تمت بالشكل المخروطي المقابل لنور الشمس
والذي يختلف قطعا مع نمط بناء الجوامع الإسلامية والقباب ذات الطراز الإسلامي المعتمد
في البناء إذ من المعروف أن المسلمين، قادتهم وعلماءهم أينما حلوا أو استقروا يقيمون
المساجد ويحددون جهة القبلة فيها، كما يجعلون قبورهم تأخذ اتجاه القبلة.
مما يدفع إلى الاعتقاد أن عدياً ،لم يكن يريد ذلك ،ولو كان في قرارة نفسه إسلاميا حقاً
ومتصوفاً لأمكن بسهولة تحويل معبد لالش إلى جامع أو مسجد ،ولظهر الأثر إسلامياً بكل
المقاييس. كما حدث فعلاً في كنيسة آيا صوفيا التي حولها محمد الفاتح العثماني إلى جامع
ومسجد عظيم لا يزال يضرب المثل في روعة عمارته .


وكذلك الأمر بالنسبة للجامع الأموي، الذي كان أول عهده معبداً ثم تحول إلى كنيسة في
الفترة الرومانية والذي زرته وعاينته مراراً ،وليس أدل على كونه كان معبدا ، سوى
الأعمدة الضخمة الخارجة عن البناء،والتي تركت هكذا دون أي تسقيف لها ،حتى الوقت
الحاضر والأمر الأكثر دلالة على تحوله إلى كنيسة وجود قبر يوحنا المعمدان، في البهو
المصلى إلى الآن، والذي يطلق عليه مرقد النبي يحيى، تحول هذا كله في العصر الأموي
وزمن الخليفة الوليد بن عبد الملك ،إلى الجامع الأموي وإلى آبدة من الآوابد التاريخية
الإسلامية التي تدل على روعة وقوة العمارة الإسلامية لغاية الوقت الحاضر .
هذه الاستنتاجات تجعلنا أكثر ترجيحا ، في كونه أيزيدياً ، والأمر الآخر ،وكما تدل المصادر
أنه نجح في كسب ثقة المتصوفين الإسلاميين الكبار، سواء كانوا من المعاصرين له أو حتى
الذين ظهروا من بعد أمثال عبد القادر الجيلاني وابن تيمية ،إن كل ما قالوه في عدي ،أنه
ابتلي بجماعة من المرتدين ، ويقصدون قومه من الكرد الأيزيدية ، بمعنى أنه أظهر نوعا
من أنواع التقية، لحماية قومه ،وساعد على نجاح الأمر تبحره ، في العربية والأمور
الدينية الإسلامية ، في الوقت الذي كانت فيه بلاد الرافدين وعموم الشرق الأوسط يغلي
كمرجل من حالات الصراع الديني والسياسي، المتمثلة بالغزو الصليبي، لقد كانت
الحاجة تدعو أن يكون الجميع مسلمين، وبأي شكل من الأشكال، لقد كانت بلاد الرافدين
مفتوحة على كل الصراعات والاحتمالات ،محلياً وإقليميا ودوليا آنذاك .
كما قلنا لقد حير عدي بن مسافر المؤرخين والكتاب والباحثين، بمواقفه التي بدت وكأنها
متناقضة دينياً وعقائدياً ، خاصة أولئك الذين لم يتناولوا دراسة الأيزيدية ، من الزاوية
التاريخية ،بما يشمل كافة ظروفهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية ،وما طرأ عليهم
في كافة المراحل، الذين بدوا وكأنهم محاصرون في جميع العصور.
وحسب الدكتور الجندي وزهير كاظم عبود ،فإن عدي بن مسافر هو ليس بنبي ولا حتى
مؤسس للدين الأيزيدي ، بل هو مجدد له ولولا الضوابط والتعاليم ،التي رسمها لهم في تلك
الحقبة، من صراع الأديان والمذاهب، ولولا تقبله ولو شكلياً لبعض العقائد الإسلامية، من
باب التقية // حسب زهير كاظم عبود // لذابت الأيزيدية فعلاً في الإسلام ولم نكن نلمس
عنهم من أثر اليوم ، فالشيخ آدي /عدي / هو الذي رص صفوف الأيزيديين ،وأعاد تنظيمهم
روحياً واجتماعياً ،وبفضل علمه الغزير ومعرفته الواسعة وكراماته وقوة تأثيره ،أوصلهم
إلى بر الأمان إلى يومنا هذا ،وعليه فقد احتل مكانة عظيمة بين الأيزيديين ،ونظروا إليه
بعين من التبجيل ، وأصبحت العديد من الطقوس والرموز باسمه ،مثل طاووسي شيخادي
،قه والي شيخادي ، مالا شيخادي //لالش // جلي شيخادي أي أربعينة شيخادي .
وفي هذا الإطار يمكن تقبل فكرة أن الشيخ عدي وعائلته، لم تعلن عن دينها الحقيقي صراحة
للظروف والأسباب الآنفة الذكر .إلى جانب الملاحقة والاضطهاد من السلطات وبغض الغلاة
الذين كانوا كثر آنذاك.

وفي إطار الرد، على إسلامية عدي بن مسافر وتصوفه وتبحره في العلوم الإسلامية يجد
أحد الباحثين ، أن ذلك ليس غريباً ،رغم أيزيديته ، إذ أن معرفة واسعة بأصول الديانات
الأخرى أوالمخالفة كانت وما تزال ضرورية بالنسبة إلى رجال الدين من مختلف الأديان
،إذ كانت تشكل أرضية مهمة لخوض المناقشات مع الأديان الأخرى أو من أجل إقناع
أتباعهم بصواب الديانة التي هم عليها، من خلال مقارنتها مع الأديان الأخرى، أو حتى
من الرغبة في التعرف على الأديان الأخرى ،ومثل هذه الظاهرة يجدها الإنسان بين الناس
في مختلف الأديان ،لإبراز نواقصها ومواطن الخلل فيها ، والإشارة إلى عدم صدقها .
وحسب كيست فقد قضى عدي معظم حياته في لالش وتدريبياً تحول اسمه من الشامي إلى
الهكاري ماضيا في دروسه ومواعظه الدينية بين الأيزيديين المضطربين ، فحدد لهم عبر
اجتماع عام وعظيم، ظواهر التجديد، في طقوس ومراسيم العبادة،وطبقات المؤمنين في
إطار تراتيبية دينية ،وقواعد السلوك . وقد عده بعض الباحثين العراقيين مجدداً للدين
الأيزيدي ،وإن كنت لا أتعارض مع هذا الطرح .إلا أنني أميل أكثر إلى اعتباره منقذاً
ومحافظاً للدين الأيزيدي للظروف والعوامل التي سبق الإشارة إليها .
أما عن بعض جوانب حياته الشخصية وبعض صفاته الجسدية وبعض آثاره، فقد قال مظفر
الدين صاحب أربل : رأيت الشيخ عدي بن مسافر،وأنا صغير في الموصل وهو شيخ ربعة
أسمر اللون رحمه الله ..

وقد وصفه أحد الباحثين، بطول متوسط وبشرة سمراء مائلة إلى الاصفرار وعينان
سوداوان تشبهان عين الغزال ، عاش مقتاتاً على الفواكه والخضار التي كان يزرعها بيده
على طرف الجبل كما كان يزرع القطن ما يكفي لحياكة ثيابه وثياب أصحابه، فقد كان
يعتمد على نفسه في سد كل حاجاته من الطعام والثياب إلى درجة وصف بأنه كان قدوة
صالحة لمريديه في الجد والعمل، بما ينفعهم ويسد عوزهم، كما أنه لم يتزوج أبداً وكان
يدعى عدي الأعزب وإنما طرحت البركة في ذرية أخيه صخر بن مسافر.
ولعل من أبرز الآثار التي خلفها الشيخ عدي بن مسافر في منطقة الموصل والهكارية
انتشار حالة الأمن بفضل نصحه وإرشاده ومواعظه وكراماته ،حتى صار لا يخاف أحد
من تلك المنطقة الجبلية، التي لم تكن آمنة من قبل، وليس أدل على ذلك مقابلته لاثنين من
رهبان النصارى في أحد الأديرة اللذين كشفا عن رأسيهما، وأقبلا عليه وقبلا قدميه وقالا له :
أدع لنا فما نحن إلا في بركاتك .
وللشيخ عدي مؤلفات ،وبعض الترانيم المكتوبة باللغة العربية والكراسة أو المؤلف الأطول
عنوانه //اعتقاد أهل السنة والجماعة // في 15 صفحة و//كيف تربي الروح // في ثلاث
صفحات يتبعها تذكرة الخليفة وتذكرة الشيخ قايد والمريدين الآخرين وجميعها تدعو إلى
الالتزام الشديد بتعاليم الإسلام السوي وضرورة تجنب البدع في المذاهب والدعوة إلى حياة التقشف والزهد والصلاة.( 25)
والمخطوطة الرئيسة لكتابات الشيخ عدي الصوفية نسخت في دمشق عام 1509 م وهي
محفوظة في دفتر صغير (أبعاد 7×5)في مكتبة الدولة في برلين الغربية وإحدى ترانيمه
المقدسة تحتويها مخطوطة أخرى في برلين، واثنتان موجودتين في المكتبة البريطانية
وفي عام 1934م وجدت قصائد صوفية أخرى من نظم الشيخ عدي اكتشفها الأنتروبولوجي
الأمريكي هنري فيلد في جبل سنجار ،ونسخ من هذه النصوص موجودة في مكتبة
الكونغرس .كما أن هناك مؤلفين من أكثر الكتب الأيزيدية قدسية والأنشودة الرئيسة لأتباعه
وفي إحدى مخطوطات برلين حذف اسم الشيخ بصورة ما، أو أزيح ليبدو عليه اسم صوفي
آخر معاصر للشيخ عدي وهو الشيخ أحمد بن علي الرفاعي بدوره صاحب طريقة صوفية
تقليدية أما عن سنة وفاته فقد ورد عند المؤرخين القدامى ، ابن الأثير وابن خلكان وآخرين بالسنوات التالية 557هـ - وسنة 555هـ -وسنة 558هـ ونحن أميل مع معظم الباحثين
أن تكون سنة وفاته 557هـ التي وردت عند ابن الأثير كونه الأقرب إلى عدي في الفترة
ويشترك معه في الرقعة الجغرافية. أما عن القصائد والترانيم الدينية حول الشيخ عدي والتي
لايزال الأيزيديون يرددونها إلى اليوم والتي يسمونها قه واليت شيخادي سنوردها في مبحث عن الأدعية والأدب الشفاهي .

د . أحمد سينو

و ارجو لكم كل الاستفاده
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
دراسة في الإشكاليات حول شخصية عدي بن مسافر الهكاري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
jendo :: قـــــــــــــــــــــسطل جـــــــــــــــــــــندو-
انتقل الى: