حقيقة عيد نوروز
لا يزال الغموض يكتنف حقيقة يوم عيد نوروز تعددت القصص والاساطير رغم تقاربها في الفكرة ومن هذه القصص التي صادفتها على الإنترنت ..
في شهرآذار من كل عام، تتفتح أزاهير الربيع وتبتهج الدنيا بأسرها لقدوم هذا الشهر بمباهجه وخيره العميم، وتشع شمسه الدافئة على شعوب المنطقة، ويستبشر الناس بقدومه الخير، وبمسحة من التفاؤل والأمل والحب والحنان. بينما شاءت الأقدار أن يكون هذا الشهرالربيعي الوضاء مسرة وشؤماً على الكرد في آن واحد، ففي 21 آذار يحتفل الأكراد بذكرى يوم النوروز، رأس السنة الكردية .
حدث في كردستان ..قبل 2698 عام .. وبعد وفاة الملك العظيم جمشيد ،حدث أن إغتصب العرش من بعده الطاغية ضحّاك ( بالكردية أزدهاك ) الذي حكم البلاد بنشر الرعب والإستبداد والظلم . بالإضافة إلى كونه ظالما ووحشيا بالفطرة ، فقد أصيب بمرض غريب زاد من وحشيته وبطشه . فقد نما له ثعبانين استقر كل واحد منهما على كتف من أكتافه، وسببا له ألما عجيبا لا يحتمل . عجز الحكماء عن مداواة هذا المرض وإزالة الثعبانين ، وما كان منهم إلا أن يخففوا الألم وذلك بتقديم القرابين لإطعام الثعبانين .. كان ضحاك يأمر بقطع رأس شابين كل يوم .. وتقديم مخهما لإطعام الثعابنين . وهكذا كان الجلادون يعتقلون كل يوم شابين من خيرة شباب البلاد ، يأتون بهم إلى قصر ضحاك ليتم قتلهم و تقديم رؤوسهم للملك الديكتاتوري . إلا أن الجلادون أخذتهم الرأفة والشفقة بحال الشباب اللذين كانوا بلا حول ولا قوة . فكانوا يعتقلون كل يوم شابين ، يهربونهم إلى جبال زاغروس الوعرة ، ويقدمون أدمغة الخراف بدل من أدمغتهم إلى ضحاك .. وهكذا تم إنقاذ حياة شابين كل يوم .. وبشكل تدريجي تكون مجتمع من الشباب فوق جبال زاغروس ، واتخذت أشكالهم وحياتهم الطابع الجبلي . إلى أن جاء يوم كشف فيه ضحّاك هذه الحيلة ، فأمر بقطع رأس شابين كل يوم أما عينه في بهو القصر . هرع الجلادون إلى ساحة السوق وخوفا من بطش ضحاك اعتقلوا شابين بسرعة .. وبلمح البصر كان الجميع في بهو القصر . كان أحد الشابين يدعى كاوا ، يعمل حدادا في السوق .. يصنع لجما حديدية للأحصنة ، مشهود له بالحيلة والفطنة ، وكانت مطرقته ما زالت في يده فخبأها ، وحينما جاء وقت قطع رأسيهما ، رمى بمطرقته على رأس الطاغية ضحّاك ليرديه قتيلا ، وليكون مخه هذه المرة هو القربان للثعابين التي لطالما نشرت الرعب والفزع في كافة أرجاء البلاد .
وفي الحال ، انتشر الخبر في كافة أرجاء البلاد بأن كاوا الحدّاد قد قتل الملك ، فخرج الناس جميعا من ديارهم ، يهللون ويبشرون بولادة يوم جديد ، يوم الحرية والخلاص من العبودية من الظلم والإستبداد ،فأشعلوا النار كعلامة للنصر ، وعقدوا حلقات الرقص والدبكة من حولها يهللون ويحتفلون ، وما كان من الشباب المختبئين في الجبال إلا أن أشعلوا النار أيضا ...ليتم كشف أماكنهم ، وليكملوا الفرحة والبهجة بولادة يوم جديد وتاريخ جديد .
التوضيح ...
أن الأسطورة تكون احيانن نهج خيال وبعيدة عن الحقيقة واحيانن تكون خيط من واقع قد حصل في تاريخ مضى ...
والأسطورة التي تسرد قصة الظالم ضحاك والبطل كاوا لم يتم تداولها منذ سنين كثيرة دون أن يكون لها خيوط تمتد إلى تاريخ وحقيقة واضحة.
أن أسطورة نوروز السابقة أو المتداولة حاليا هي نتاج من حادثة وتاريخ حصل في الماضي فكلنا نعلم أن أجداد الكرد هم الميديين .
واستنادا إلى مصادر تاريخية كثيرة فان المستشرق الروسي مينور سكي طرح نضريه مفادها أن الكرد ما هم إلا أحفاد الميديين الذين هاجرو من المناطق التي تحيط ببحر قزوين غربا وجنوبا نحو الغرب وكردستان بعد سقوط الدولة الأشورية عام 612 ق م
جاء ذلك في المؤتمر العشرين للاستشراف الدولي الذي عقد في بروكسل عام 1938م.
كان الصراع سجالا بين الميديين والأشوريين في الفترا من 836 ق م إلى غية 612 ق م. عندها تمكن الميديين من التحالف مع الكلدانيين بقيادة زعيمهم نبوبلاصر و ألحاق الهزيمة بالأشوريين واحتلال عاصمتهم نينوى عام 612 ق م.
وهنا يكمن اللغز حقائق اسردها لكم... أن الظلم الذي لحق الميديين والكلدانيين من الأشوريين أمر فضيع لا يوصف من شدة ظلمهم وطغيانهم وكلنا يعلم أن رمز الإمبراطورية الاشورية هو التنين أو الافعا الكبيرة ..
وهنا نقصد أن ضحاك شخصية الأسطورة الحالية مع الأفاعي التي في كتفه وظلمة وقتله للشباب ما هو ألا شخص يرمز إلى الإمبراطورية الأشورية وظلمها وأما كاوا الحداد فلقبه هذا واسمه مشتق من اسم قائد الجيش الميدي الذي تمكن من احتلال نينوى وتدمير الإمبراطورية الأشورية لذلك نحن نحتفل بنوروز على انه عيد وبداية للسنة الكردية الجديدة .
أضيف أن في هذا اليوم هناك الكثير من شعوب المنطقة يحتفلون به كالفرس والأرمن
NEWROZ - اليوم الجديد
new = جديد - roz = يوم
أي اليوم الجديد ليكون اليوم الأول في السنة وفق التقويم الكردي
أتمنى أن أكون وفقت في رسالتي المتواضعة
تحياتي لكم