السوري، بموجب اتفاقية سايكس بيكو عام 1916، وهو يشكل الآن أحد المكونات الأساسية للشعب السوري ويقطن في مناطقه الرئيسية في شمال شرقي سوريا، في الجزيرة السورية، ومنطقة كوباني (عين العرب) وعفرين في شمال حلب، كما تسكن أعداد كبيرة منه في مدينة حلب ومدينة دمشق، وفي محافظات حماه والرقة واللاذقية ومنطقة حوران.
ومنذ الربع الأخير من القرن العشرين زاد عدد الكرد في محافظة دمشق والمحافظات الداخلية عموماً بسبب هجرة الشباب العاطلين عن العمل الذين يبحثون عن لقمة عيشهم، كما هاجرت أعداد كبيرة منهم إلى مختلف الدول الأوروبية وخاصة ألمانيا بسبب سياسة الاضطهاد القومي التي مارستها الحكومات المتعاقبة على سوريا وبحثاً عن لقمة العيش، علماً بأن الوجود القومي الكردي في محافظتي دمشق واللاذقية وغيرهما من المحافظات الداخلية يعود في قسم كبير منه إلى أيام القائد الكردي صلاح الدين الأيوبي، أي إلى أكثر من 800 عام.
ويتكلم الكرد السوريون كلهم اللغة الكردية وتحديداً اللهجة الكرمانجية، ولا توجد موانع لغوية في تفاهمهم، إلا أن الأكراد المقيمين في دمشق منذ القديم وكذلك أكراد اللاذقية وحوران وحماه يتكلمون العربية ونسيت أجيالهم الجديدة اللغة الكردية، وبالنظر إلى أن الدولة تمنع تعلم اللغة الكردية كما تمنع تعليمها رسمياً فإن تعلم الأكراد للغتهم الكردية يتم داخل أسرهم، كما تقوم الأحزاب الكردية بفتح دورات سرية لتعليم اللغة قراءة وكتابة وتم استبدال الحروف العربية بالحروف اللاتينية الأكثر ملاءمة مع اللغة الكردية.
وبخصوص عدد الكرد في سوريا فلا توجد إحصائيات رسمية حول عددهم، بالنظر إلى أن السلطة في سوريا تعتبر جميع المقيمين على الأرض السورية عرباً، غير أن آخر التقديرات تشير إلى أن الكرد السوريين يشكلون حوالي 15% من سكان سوريا، أي حوالي ثلاثة ملايين نسمة.[ هذا الرقم يمثل رأي الكاتب، حيث تشير تقديرات اخرى الى ان عدد الكرد في سوريا ربما يكون بحدود المليونين أو أنهم لايزيدون على مليون شخص فقط (الجزيرة نت) ].
وأهم المدن في المناطق الكردية السورية هي مدينة القامشلي التي تقع على الحدود السورية التركية والمتاخمة لمدينة نصيبين التاريخية في تركيا، ومدينة ديريك التي تم تعريب اسمها إلى مدينة المالكية، ومدينة تربه سبيي التي تم تعريب اسمها إلى القحطانية، وبلدة ﭽل آغا التي تم تعريب اسمها إلى الجوادية، ومدينة عامودا ومدينة الدرباسية، ومدينة سري كانيي التي تم تعريب اسمها إلى رأس العين، وهذه المدن كلها تقع في الجزيرة السورية، ومدينة كوباني وعفرين وراجو وغيرها في محافظة حلب.
ويقيم أكثرية الكرد في الريف ويعملون بشكل رئيسي في الزراعة، كما يعمل قسم منهم في تربية الماشية والبقر، وأهم الزراعات في المناطق الكردية هي زراعة الحبوب بكافة أصنافها والقطن والخضروات. وتعتبر منطقة عفرين الجبلية من أهم مناطق زراعة الزيتون وصناعتها في سوريا.
ويقبل الشباب الكردي على العلم بشكل واسع، حيث تلتحق أعداد كبيرة ومتزايدة منه بالجامعات السورية بالرغم من ضآلة حصولهم على فرص عمل، بينما تشكل العمالة الكردية جزءاً هاماً من العمالة الفنية الخبيرة على مستوى البلاد وبشكل خاص في قطاع البناء والصناعة، إضافة إلى أن أعدادا كبيرة منهم يعملون كأجراء في مهن الخدمات وبخاصة في المطاعم وغيرها في معظم المدن السورية، كما أن التجارة أصبحت من المهن التي يتقدم فيها الكرد بشكل ملحوظ.
ومن الناحية الدينية فإن الأغلبية الساحقة من الكرد السوريين هم من المسلمين السنة، ومن أتباع المذهب الشافعي، وتوجد بينهم فئة صغيرة من أبناء الطائفة اليزيدية يقدر عددها بحوالي 25000 نسمة تسكن في مجموعة من قرى الجزيرة ومنطقة عفرين، إلى جانب فئة أصغر منها من أبناء الطائفة العلوية التي يتركز وجودها في منطقة عفرين خاصة في قرية معبطلي.
azdahi----- almanya