أبحاث كولوكيوم محاضرة سلي 24.09.2010
الفرد في المجتمع الروآدي الإيزيدي يتلقى مبادئ التربية من ثقافة العرف الاجتماعي المتداول بين أفراد المجتمع و من رجال العلم والدين بشكل عفوي .
في أدب العرف الاجتماعي على المتكلم أن ينهي حديثه بمقولة :" أم كي من خودا تاماما " أي : نحن نسبيون و الكمال لله الخالق. هذا القول يؤسس في الفرد الرغبة في طلب و معرفة المزيد من العلم و المعرفة ، ضمن إطار فرائض الحقيقة الخمسة و هي: 1. العقل " شيه" فكل الأمور تعرض على العقل و على الفرد أن يقبل ما يقبله العقل . و ما لا يقبله العقل يتركه كخصوصية لأهله .
2. الحكمة "بير" أي قبول ما هو مبرهن عليه من الأعمال ، و عدم الوقوع في أعمال و تجارب فاشلة .
و للشيه و البير أيضًا وظائف دينية اجتماعية؛ و يفترض على كل فرد إيزيدي أن يكون له شيخه و بيره بما فيه الأمير أيضًا له شيخه و بيره . في مجتمع تضامني متحد ، يسعى لإلغاء مبدأ القوى في المجتمع .
3. هوستا أي المهن و الاختصاص على كل فرد أن يتقن مهنة و يختص فيها . و من لا مهنة له لا عمل له و تسقط قيمته الإجتماعية وفق المبدأ القائل " إذا قل كاره قل مقداره " .
4. يار أي بناء الأسر و الزواج . فالأسرة هي حجر الزاوية في المجتمع الروآدي الإيزيدي .
5. برايي آخرتيه : الأخ المسؤول في الدنيا و الآخرة عن عمل أخيه عليه المشورة و النصح و المسؤولية المتبادلة بين الطرفين . في المجتمع الروآدي الإيزيدي 5 أنواع من التآخي عدا الأخوة من الوالدين و هي : 1. أخوة الرضاعة. 2. أخوة التبني . 3. أخوة الكرافة. 4. أخوة الفرسان . هذه الأربعة يجوز أن تكون من خارج المجتمع الإيزيدي و ذلك لتمتين أواصل المحبة و التضامن مع المجتمع المختلف لتعميم مبدأ العدل و المساواة = نفين و نفيسيس . 5. أخوة الآخرة هذه الأخوة تكون من ضمن المجتمع الإيزيدي و لقيامه طقوس معينة . مبادئ الأخوة الخمسة تكون عدا التآخي من الوالدين . هذه المبادئ تشكل السلوك الفردي العفوي الرافض للظلم كما ذكرنا في الطريق إلى ميديا بموقف الإيزيدية كمجتمع و كأفراد من مذابح الأرمن عام 1915.
إذا تحققت المبادئ السبعة المذكورة في المجتمع 1. نسبية المعرفة 2. العقل 3. الحكمة 4. المهن و الاختصاص 5. بناء الأسر 6. التآخي 7. العدل و المساواة فإن المبدأ الثامن " بورا لينكاه" = مبدأ القوة يسقط و لا تعود الحاجة إليه و يقال " بورا لينكاه بطيلي" أي سقوط مبدأ القوى . المعلومات التي لدينا في الأكاديمية و الحزب الحضاري تؤكد بشكل وثائقي أن هذه المبادئ كانت شائعة في المجتمع السوري و في المجتمع الأوروبي عندما كانت أوروبا تتبنى الديانة المثرائية حتى تبنت روما الشرقية الديانة المسيحية وفق منظور إمبراطورها قستنطين عام 315م . مسيحية قستنطين آمنت بمبدأ امتلاك الحقيقة المطلقة . 2. غيبت العقل أمام النص 3. رفضت المختلف عنها وفق مقولة " كل ما سبق المسيح هو وثني" و فرضت هذه الرؤية عن طريق القوة و الغلبة و بذلك سقطت حضارة روما و أثينا المثرائية التي من بقاياها العديد من الأعياد المشتركة مع الإيزيدية كأعياد نيكولاوس الأربعة في نهاية السنة و عيد بيليندا 25. ديسمبر و عيد الحب 1.فبراير و عيد أوستيرن " عيد البيض" و عيد إشعال النيران عيد نوروز ...الخ.
روما الشرقية فرضت ثقافتها بين أعراب الحجاز على نفس المبادئ أي الادعاء بامتلاك الحقيقة المطلقة . 2. تغييب العقل أمام النص . 3. رفض المخالف عبر مقولة " كل ما سبق الرسول جاهلي" .
حضارة و مبادئ قستنطين أسقطت حضارة روما و أثينا و شكلت ساحات مذابح بين الأوروبيين حتى عزلت البروتستنتية الدين عن السياسة قبل عدة قرون فقط و بدأت أوروبا بالصعود الحضاري . أما الشرق لا زال يتخبط في ثقافة قستنطين رغم أن الرسول محمد حاول الابتعاد عنها بتبني صحف إبراهيم و عدم مركزتها في كتاب واحد و رفض 5 صحف كتبت في عصره أهمها مصحف علي مانعًا مركزة اللاهوت لكن مركزة اللاهوت فرضت من قبل حزب روما في الحجاز بعد وفاة الرسول بحوالي 30سنة و أخذت صيغتها النهائية في التنقيط و التشكيل و قراءة موحدة بعد عدة قرون من قبل علماء رومان ماسوريون قاموا بضبط الإنجيل و التوراة بنفس الوقت فشكلوا بذلك مركزية لاهوتية تفرض مبادئ قستنطين لا زال الشرق يتخبط فيها و كل ما تحرك غطس أكثر لأنه يتحرك ضمن أطر قستنطين المركزية . و هذه ترتيبات لا علاقة للدين بها. تستند إلى ثقافة الجريمة وظفت روما فيها أعراب الحجاز، سلاجقة الروم الأتراك و هولاكو الذي زوجوه من ديسيبينا ماريام ابنة إمبراطورهم ميشائل لوكالوس بمهمة تحطيم الشرق و حضارته. آخر جرائم روما كانت إتفاقية سايكس بيكو التي أسست 6 مذابح في الشرق لا تزال الدماء و الدمار يجري فيهم .
حسو أمريكو
مقتبس من مركز لالش الاعلامي
sivan